ملتقى الطالب الجزائري - بكالوريا bac 2015 - شهادة التعليم المتوسط bem 2015
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع جزائري لطلاب الوطن الجزائر لمساعدة التلاميذ الجزائريين وتحضير لشهادات 2015 شهادة البكالوريا 2015 شهادة التعليم المتوسط 2015 شهادة التعليم الإبتدائي 2015
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
آية الكرسى: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ. [البقرة 255] . اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ , مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ , أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا , اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً.

 

  بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 1220
تاريخ التسجيل : 28/10/2014

 بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص  Empty
مُساهمةموضوع: بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص     بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص  I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 09, 2014 12:49 pm

بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص ج3

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ولد في السنة الخامسة من ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وشب على الأخلاق الكريمة والسيرة الحسنة حييًا عفيفًا ولما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم كان عثمان من السابقين إلى الإسلام على يد الصديق رضى الله عنه وروجه عليه الصلاة والسلام بنته رقية فلما آذى المشركون المسلمين هاجر رضى الله عنه مع زوجه إلى بلاد الحبشة ثم رجع إلى مكة قبل الهجرة إلى المدينة فلما أذن الله بها هاجر إليها هو وزوجه

وحضر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مشاهده وكنه لم يحضر بدرًا لشغله بتمريض زوجه التي ماتت عقب انتصار المسلمين فيها وأسهم له رسول الله صلى الله عليه وسلم في غنيمتها ثم روجه بنته الثانية أم كلثوم وكان ممن عفا الله عنهم في أحد وكان عمرة الحديبية سفيرًا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش فلما شاع غدرهم بعثمان بايع النبي أصحابه بيعة رضوان وقال بيده اليمنى هذه يد عثمان فضرب بها على يده فقال هذه لعثمان

وكان له في جيش العسرة إلى تبوك اليد الطولى فقد أنفق من ماله أكبر مما جاد به غيره واشترى بئر رومة بماله ثم تصدق بها على المسلمين فكان رشاؤه فيها كرشاء واحد منهم قال عليه الصلاة والسلام من حفر بئر رومة فله الجنة

ولما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان للخليفتين من بعده عاملاً أميناً ولما أصيب المسلمون بقتل عمر كانت أغلبية الشورى له فقام بأمر الخلافة خير قيام إلا أن في آخر مدته تغير بعض المسلمين عما كانوا عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والشيخين من بعده ودبت إليهم الدنيا وحبها وهو رأس كل خطيئة فقام عليه جماعة من بغاتهم فشتتوا شمل المسلمين بشق عصا الطاعة حتى تداعت أركان الخلافة وقتل ظلماً رضى الله عنه وقد جاوز الثمانين من عمره

وكان رجلاً ليس بالطويل ولا بالقصير حسن الوجه رقيق البشرة يوجهه أثر جدري كبير اللحية عظيمها أسمر اللون أصلع عظيم الكراديس عظيم ما بين المنكبين يصفر لحيته وله من الأولاد عبد الله الأكبر وعبد الله الأصغر وعمرو وخالد وأبان وعمر ومريم والوليد وسعيد وأم سعيد وعبد الملك وعائشة وأم عمر ومريم وعنبسة وأم البنين

كان عامل مصر في أول خلافة عثمان فاتحها عمرو بن العاص وفي السنة الثانية من خلافته كاتب الروم بالقسطنطينية إخوانهم بالإسكندرية داعين إلى نقض الصلح فأجابوهم إلى ذلك أما المقوقس فكان رجلا شريفا لم يخن عهده فسار إلى الإسكندرية جمع عظيم من الروم فأرسوا بها ولما بلغ ذلك عمرًا سار إليهم وسار الروم إليه فاقتتل الفريقان بين مصر والإسكندرية حتى انهزم الروم وتبعهم المسلمون حتى أدخلوهم الإسكندرية وقتلوا منهم في البلد مقتلة عظيمة وهدم عمرو سور المدينة

وفي هذه السنة سير عمرو عبد الله بن سعد بن أبي سرح إلى أطراف أفريقية سواحلها الشمالية من طرابلس إلى طنجة غازيًا بأمر عثمان ففتح وغنم ولما عاد استأذن عثمان في الغزو ثانية فأذن له وقال إن فتح الله عليك فلك خمس الخمس نفلا وأمر عبد الله بن نافع بن عبد القيس وعبد الله بن نافع بن الحصين على جند وأمرهما بالاجتماع مع عبد الله بن سعد فخرجوا حتى قطعوا أرض مصر ووطئوا أرض أفريقية وكانوا في جيش كثير فيه عشرة آلاف من شجعان المسلمين فصالحهم ملك إفريقية على مال يؤدونه ولم يتوغلوا في أفريقية لكثرة أهلها فعاد عبد الله بن سعد إلى مصر فولاه عثمان خراجها وجعل عمرو بن العاص على الجند فلم يتفقا فجمع لابن سعد الخراج والجند وعزل ابن العاص

وعند ذلك استشار ابن سعد عثمان في غزو أفريقية والاستكثار لها من الجند فجهز إليه الجيوش من المدينة فسار بن سعد إلى أفريقية وكان ملكها من قبل الروم واسمه جرجير ملكه من طرابلس إلى طنجة وكان يؤدي أتاوة إلى ملك الروم فلما بلغه خروج المسلمين تجهز لهم والتقى بهم بمكان بينه وبين سبيطلة عاصمة الملك يوم واحد بعد أن راسله عبد الله يدعوه إلى الإسلام أو دفع الجزاء فأبى ودام القتال بينهم أياما يقتتلون كل يوم إلى الظهر ثم يعودون

وكان خبر المسلمين قد أبطأ على عثمان فأمدهم بجيش يرأسه عبد الله بن الزبير فلما وصلهم أشار على ابن سعد أن يقسم الجيش قسمين قسم يقاتل إلى الظهر ثم يخلفه الآخر حتى يهن المشركون فاتبع مشورته وأخرج القسم الأول فحارب إلى الظهر وأراد المشركون ترك القتال فلم يمكنهم بل استمر القتال بالقسم الثاني حتى ضعف المشركون وانهزموا شر هزيمة وقتل جرجير ملك إفريقية قتله عبد الله بن الزبير وفتحت المدينة

ثم بث السرايا فبلغت قفصة ففتحت وغنمت وسير سرية إلى حصن الأجم فحاصرته ثم فتحته صلحا ثم صالح ابن سعد أهل أفريقية على ألفي ألف وخمسمائة ألف دينار وأرسل إلى عثمان بالبشارة والأخماس وعاد هو من أفريقية وكان مقامه فيها سنة وثلاثة أشهر ولما وصل خمس مغنم أفريقية إلى المدينة اشتراه مروان بن الحكم ثم حط عنه عثمان ثمنه وولى على أفريقية عبد الله بن نافع بن عبد القيس وجعل ابن سعد على مصر فقط



في أول ولاية أمير المؤمنين عثمان بن عفان جمع الشام كله لمعاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية

وفي السنة الثانية من ولاية عثمان غزا معاوية الروم فبلغ عمورية ووجد الحصون التي بين طرطوس و أنطاكية خالية فجعل عندها جماعة كثيرة من أهل الشام والجزيرة ثم رجع وأغزى الصائفة يزيد بن الحر العبسي ففعل مثل معاوية

وفي هذه السنة أمره أمير المؤمنين أن يغزي حبيب بن مسلمة أرمينية فوجهه إليها فأتى قاليقلا وحاصرها وضيق على أهلها فطلبوا الصلح على الجلاء لم أراد والجزية على من أقام فأجابهم وأقام حبيب بها شهرًا ثم بلغه أن بطريق أرمينيا قس قد جاء إلى حربه في ثمانين ألفا فأرسل إلى عثمان بالخبر فبعث إلى الوليد بن عقبة أمير الكوفة أن يمده فأمده بسلمان بن ربيعة في ثمانية آلاف كما قدمنا

وأجمع حبيب ومن معه رأيهم على تبييت الروم فسمعته امرأته أم عبد الله بنت يزيد الكلبية فقالت أين موعدك غدًا؟ فقال سرادق الموريان ثم بيتهم فقتل منهم مقتلة عظيمة ثم أتى السرادق فوجد امرأته قد سبقته إليه فكانت أول امرأة عربية ضرب عليها حجاب سرادق ثم عاد حبيب إلى قاليقلا ثم سار منها ونزل مربالا فأتاه بطريق خلاط بكتاب الصلح الذي كتبه له عياض بن غنم بلأمان فأجراه عليه ثم سار فلقيله صاحب مكس ـ وهي من البسفرجان ـ فقاطعه على بلاده

ثم سار إلى ازدشاط فحاصرها ثم صالح أهلها ثم أتى إليه بطريق البسفرجان فصالحه على جميع بلاده ثم سار إلى تفليس ففتحها وسار سلمان بن ربيعة إلى أران ففتح البيلقان صلحا على أن أمنهم على دمائهم وأموالهم وحيطان مدينتهم واشترط عليهم الجزية على الرؤوس والخراج على الأرض ثم أتى مدينة برذعةن فعسكر على الثرثورن وهو نهر بينه وبينها فرسخ فقاتله أهلها أيامًا ثم صالحوه وفتح رساتيق البلاد ودعا أكراد البلاشجان إلى الإسلام فأبوا فقاتلهم وظفر بهم فأقر بعضهم على الجزية ودفع بعضهم الزكاة وهو قليل ثم سار إلى شمكور ففتحها ثم خربت بعده ثم عمرت في زمن المتوكل على العباسي وسميت المتوكلية ثم صالح جميع سكان البلاد التي هناك ورجع

وفي السنة الثامنة والعشرين فتح معاوية جزيرة قبرص وغزا معه كثير من كبار الصحابة فيهم أبو ذر وعبادة بن الصامت ومعه زوجة أم حرام بنت ملحان التي أخبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها في أول من يغزو في البحر

روى مسلم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحك يا رسول الله؟ قال ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة يشك أيهما قال قالت فقلت يارسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى قالت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين

وكان معهم أبو الدرداء وشداد بن أوس وكان معاوية كثيرًا ما يتمنى غزو الروم في البحر زمن عمر بن الخطاب فلا يأذن له لأن فيه غررًا بالمسلمين ولما كان زمن عثمان أذن وقال لا تنتخب الناس ولا تقرع بينهم فمن اختار الغزو طائعًا فاحمله وأعنه ففعل وسار من الشام إلى قبرص وأمده والي مصر عبد الله بن سعد بنفسه فاجتمعا عليها فصالحهم أهلها على سبعة آلاف كل سنة يؤدون إلى الروم مثلها لا يمنعهم المسلمون من ذلك وليس على المسلمين منعهم ممن أرادهم من وارئهم وعليهم أن يعلموا المسلمين بمسير عدوهم من الروم إليهم ويكون طريق المسلمين إلى العدو عليهم وفي هذه الغزوة ماتت أم حرام بنت ملحان الأنصارية سابقة الذكر؛ ألقتها بغلتها بجزيرة قبرص فماتت

واستعمل معاوية على غزو البحر عبد الله بن قيس الحارثي فغزا خمسين غزوة من بين صائفة وشاتية في البر والبحر لم يغرق أحد من جيشه ولم ينكب ثم خرج مرة في قارب طليعة فانتهى لمرفأ من الروم فنذروا به فجاءوا فقتلوه

وفي السنة الثلاثين شكا معاوية أبا ذر لعثمان وكان مذهب أبي ذر أن المسلم لا ينبغي له أن يكون في ملكه أكثر من قوت يوم أو ليلة أو شئ ينفقه في سبيل الله أو يعده للتكريم مستدلا بقوله تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب إليم34 يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباهم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون35 [ التوبة 34 35 ] ويميل إلى هذا المذهب مذهب الاشتراكيين الآن فكان أبو ذر رحمه الله يقوم بالشام ويقول يا معشر الأغنياء واسوا الفقراء بشر الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله بمكاو من النار تكوى بها جباهم وجنوبهم وظهورهم حتى أولع الفقراء بمثل ذلك وأوجبوه على الأغنياء فشكا الأغنياء ما يلقونه منه إلى معاوية فكتب في شأنه إلى عثمان فأرسل إليه سيره إلى

فلما قدم المدينة ورأى المجالس في أصل سلع قال بشر أهل المدينة بغارة شعواء وحرب مذكار ولما دخل على عثمان قال له ما لأهل الشام يشكون ذرب لسانك فأخبره فقال يا أبا ذر على أن أقضي ما على وأن أدعو الرعية إلى الاجتهاد والاقتصاد وما على أن أجبرهم على الزهد فقال أبو ذر لا ترضوا من الأغنياء حتى يبذلوا المعروف ويحسنوا إلى الجيران والإخوان ويصلوا القرابات ثم طلب من عثمان أن يأذن له بالخروج من المدينة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بذلك إذا بلغ البناء سلعًا فسيره إلى الربذة فبنى بها مسجدًا وأقطعه عثمان قطعة من الإبل وأجرى عليه العطاء فأقام أبو ذر منفردًا حتى أدركه الأجل المحتوم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://educ-dz.hateam.com
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 1220
تاريخ التسجيل : 28/10/2014

 بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص     بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص  I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 09, 2014 12:50 pm

بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص

كان والي البصرة أول خلافة عثمان أبو موسى الأشعري فأقام فيها إلى السنة التاسعة والعشرين ثم عزله عثمان وولى بدله عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن عبد شمس وجمع له جند أبي موسى وجند عثمان بن أبي العاص الثقفي من عمان والبحرين

وفي عهده انتقض أهل فارس بأميرهم عبيد الله بن معمر فسار إليهم عبيد الله ولاقاهم على باب إصطخر فقتل وانهزم من معه ولما بلغ ذلك ابن عامر صار إليهم بجيش كثيف فقاتلهم قتالا شديدًا حتى هزمهم وفتح إصطخر عنوة وأتى دار ابجرد وقد غدر أهلها ففتحها وبلغه وهو هناك أن أهل اصطخر عادوا إلى غدرهم فرجع إليهم وفتحها ثالث مرة وقتل كثيرًا من وجوه أهلها ثم وطئ أهل فارس وطأة لم يزالوا منها في ذل

وفي عهده قتل يزدجرد ملك الفرس وهو آخر ملوكهم والأخبار مضطربة في كيفية قتله إلا أنهم اتفقوا على أنه قتل وحيدًا طريدًا لم يغن عنه هذا الملك الواسع شيئًا واتفقوا على أنه قتل بيد أعجمية وكان يتمنى إذا ذاك أن لو كان وقع في يد العرب المسلمين فإنهم كانوا يبقون عليه فيعيش منعمًا في ظل الإسلام الظليل ولكن أني له ذلك والشقاء متى غلب لا يرد؟

وفي السنة الحادية والثلاثين سار عبد الله بن عامر لفتح خراسان التي انتقض أهلها بعد موت عمر فلما وصل الطبسين ـ وهما بابا خراسان ـ تلقاه أهلها بالصلح فسار إلى قهستان فلقى أهلها وقاتلهم حتى ألجأهم إلى حصنهم ولما أقبل على المدينة طلب أهلها الصلح فصالحهم على ستمائة ألف درهم ثم قصد نيسابور فصالحه أهلها على ألف ألف درهم

ثم وجه الأحنف بن قيس إلى طخارستان ثم إلى مرو الروذ فلقيه جمع كثير من جموع المشركين فهزمهم ووجه الأقرع بن حابس التميمي إلى جمع من الفرس بالجوزجان ووصاه هو وقومه فقال يا بني تميم تحابوا وتباذلوا تصلح أموركم وابدؤوا بجهاد بطونكم وفروجكم يصلح لكم دينكم ولا تغلوا يسلم لكم جهادكم فسار القوم حتى لقوا الأعداء فهزموهم ثم فتح الأحنف الطالقان صلحا وسار إلى بلخ فصالحه أهلها على أربعمائة ألف درهم ثم سار إلى خوارزم فلم يتمكن من فتحها فعاد عنها

ثم رجع ابن عامر بعد أن فتح هذه البلاد العظيمة مرة ثانية فقيل له ما فتح الله على أحد مثل ما فتح عليك فارس وكرمان وسجستان وخراسان فقال لا جرم لأجعلن شكرى لله على ذلك أن أخرج معتمرًا من موقفي هذا فأحرم بعمرة من نيسابور

وبعد ثلاث سنين من إمارة ابن عامر بالبصرة بلغه أن رجلا نزل على حكيم بن جبلة العبدي وله آراء غير مقبولة فطلبه ابن عامر فسأله من أنت؟ فقال رجل من أهل الكتاب رغبت في الإسلام وفي جوارك فقال ما يبلغني ذلك اخرج عني فخرج حتى أتى الكوفة فأخرج منها فأتى الحجاز والشام فأخرج منهما فأتى مصر فعشش فيها ثم باض وفرخ وكان هذا الرجل هو عبد الله بن سبأ وابن السوداء وهى أمه كان يهوديًا ثم أظهر إسلامه مع ضمير خبيث وكانت له آراء فاسدة منها أنه كان يقول عجبت ممن يصدق برجوع المسيح ولا يصدق برجوع محمد وكان هذا ابتداء القول بالرجعة وكان يقول إن عليا وصى محمد وقد غصبه من ولى قبله حقه فالواجب على المسلمين أن يقوموا لإعادة الحق إلى أهله وقد تبع مذهبه كثير ممن طاشت أحلامهم فكان هذا من ضمن الأسباب التي أدت إلى شق عصا الطاعة وافتراق الأمة الإسلامية التي لا ينفعها إلا الاجتماع والاتحاد ولا يضرها إلا الافتراق والاختلاف



كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر الفتن على أمته وكثيرًا ما كان يحذرهم منها لأن بأس الأمة متى انتقل من أعدائها إلى أنفسها ساءت حالها وفسد نظامها وصارت إلى الفوضى أقرب منها إلى الإصلاح

وقد ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم كثير من الأحاديث في التحذير منها ولكن قدر مكان؛ استكمل الفتح للأمة واستكمل الملك ونزل العرب بالأمصار على حدود ما بينهم وبين الأمم من البصرة والكوفة والشام ومصر وكان المختصون بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهتدون بهديه وآدابه المهاجرين والأنصار من قريش وأهل الحجاز ومن ظفر بمثل ذلك من غيرهم وأما سائر العرب من بكر بن وائل وعبد القيس وسائر ربيعة والأزد وكندة وتميم وقضاعة وغيرهم فلم يكونوا من تلك الصحبة بمكان إلا قليلاً منهم وكان لهم في الفتوحات قدم فكان يرون ذلك لأنفسهم مع ما يدين به فضلاؤهم من تفضيل أهل السابقة من الصحابة ومعرفة حقهم وما كانوا فيه من الذهول والدهش لأمر النبوة ونزول الوحي وتنزل الملائكة

فلما انحسر ذلك الباب وتنوسى الحال بعض الشئ وذل العدو واستفحل الملك كانت عروق الجاهلية تنبض ووجدوا الرياسة عليهم للمهاجرين والأنصار من قريش وسواهم فأنفت نفوسهم ووافق ذلك أيام عثمان فكانوا يظهرون الطعن على ولاته بالأمصار والمؤاخذة لهم باللحظات والخطرات والتجني بسؤال الاستبدال منهم والعزل ويفيضون في النكير على عثمان



ثم قام الثوار بحصر أمير المؤمنين وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهود له بالجنة حصارًا شديدًا حتى منعوه الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل عثمان إلى على وطلحة والزبير فحضروا فأشرف عليهم فقال أيها الناس اجلسوا فجلس المسالم منهم والمحارب ثم قال يا أهل المدينة أستودعكم الله وأسأله أن يحسن عليكم الخلافة من بعدي ثم قال أنشدكم الله هل تعلمون أنكم عند مصاب عمر سألتم الله أن يختار لكم ويجمعكم على خيركم أتقولون أن الله لم يستجب لكم وهنتم عليه وأنت أهل حقه أم تقولون هان على الله دينه فلم يبال من ولى الدين يتفرق أهله يومئذ أم تقولون لم يكن أخذ عن مشورة وإنما كان مكابرة فوكل الله الأمة إذ عصته ولم يشاوروا في الإمارة أم تقولون إن الله لم يعلم عاقبة أمري وأنشدكم الله هل تعلمون أن لي من سابقة خير وقدم خير قدم الله لي بحق على كل من جاء من بعدي أن يعرفوا لي فضلها فمهلا لا تقتلوني فإنه لا يحل إلا قتل ثلاث رجل زنى بعد إحصان أو كفر بعد إيمان أو قتل نفسًا بغير حق فإنكم إذا قتلتموني وضعتم السيف على رقابكم ثم لم يرفع الله عنكم الاختلاف أبدًا

فقال الثوار أما ما ذكرت من استخارة الناس بعد عمر ثم ولوك فإن كل ما صنع الله خير ولكن الله جعلك بلية ابتلى بها عبادة وأما ما ذكرت من قدمك وسبقك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كنت كذلك وكنت أهلاً للولاية ولكن أحدثت ما علمت ولا نترك إقامة الحق عليك خوف الفتنة عامًا قابلاً وأما قولك إنه لا يحل إلا قتل ثلاثة فإنا نجد في دين الله غير الثلاث الذي سميت؛ قتل من سعى في الأرض فسادًا وقتل من بغى ثم قاتل على بغيه وقتل من حال دون شئ من الحق ومنعه وقاتل دونه وقد بغيت ومنعت وحلت دونه وكابرت عليه ولم تقد من نفسك من ظلمت وقد تمسكت بالإمارة علينا فإن زعمت أنك لم تكابرنا عليها فإن الذين قاموا دونك ومنعوك منه إنما يقاتلون لتمسك بالإمارة فلو خلعت نفسك لانصرفوا عن القتال معك

فلم يجبهم عثمان ولزم داره وكان كثير من أهل المدينة أتوا حول داره ليذبوا عنه فأمرهم بالانصراف فانصرفوا إلا قليلاً منهم الحسن بن علي وابن عباس وابن الزبير ومحمد بن طلحة

وكان عثمان رضى الله عنه يكره جدًا أن يحدث قتال بالمدينة في زمنه فكان يتباعد عنه بقدر ما أمكنه حتى كان ينهي أهل بيته عن تجريد السلاح وكان يطاول الثوار ويكثر لهم من الخطب ويرسل إليهم على ابن أبي طالب المرة بعد المرة يعدهم بالرضوخ إلى مطالبهم وهم لا يزدجرون بل كلما سد عليهم بابًا من أبواب الفتن فتحوا غيره فمنعوا الماء عن خليفة المسلمين فجاءهم على بالغلس فقال يا أيها الناس إن الذي تفعلونه لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين فلا تقطعوا عنه الماء ولا المادة فإن الروم وفارس لتأسر فتطعم وتسقى فقالوا لا والله ولا دمعة عين فانصرف

وجاءت أم المؤمنين حبيبة بنت أبي سفيان مشتملة على إداوة فضربوا وجه بغلتها فقالت إن وصايا بني أمية عند هذا الرجل فأحببت أن أسأله عنها لئلا تهلك أموال الأيتام والأرامل فقالوا كاذبة وقطعوا حبل بغلتها بالسيف فنفرت وكادت أم المؤمنين تسقط عنها فتلقاها الناس وذهبوا بها إلى بيتها

ثم أشرف عثمان على الناس بعد منع الماء عنه فقال أنشدكم الله هل تعلمون أتى اشتريت بئر رومة بمالي ليستعذب بها فجعلت رشائي فيها كرجل من المسلمين؟ قالوا نعم قال فلم تمنعوني أن أشرب حتى أفطر على ماء البحر؟ ثم قال أنشدكم الله هل تعلمون أني اشتريت أرض كذا فزودتها في المسجد؟ قالوا نعم قال فهل علمتم أن أحدًا منع فيه الصلاة من قبلي؟ ثم قال أنشدكم الله أتعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عني كذا وكذا الأشياء عددها في مآثره فأثرت مقالته في كثير منهم حتى قالوا مهلاً عن أمير المؤمنين فصرخ بهم شيطان هذه الفتنة لعله مكر به وبكم فازدادوا عتوًا

وخرجت أم المؤمنين عائشة حاجة وقد سئمت المقام بالمدينة مع هذه الفتن وطلبت من أخيها محمد بن أبي بكر أن يتبعها فأبى لأنه كان من المنحرفين عن عثمان فقال له حنظلة الكاتب تستتبعك أم المؤمنين ولا تتبعها ثم تتبع ذؤبان العرب إلى ما لا يحل وإن هذا الأمر إن صار إلى التغالب غلبك عليه بنو عبد مناف
كتاب عثمان إلى المسلمين

وأمر عثمان عبد الله بن عباس أن يحج بالناس فقال قتال هؤلاء أحب إلى من الحج فعزم عليه إلا ما أطاع فخرج للحج وكتب معه كتابًا يعلم المسلمين أمره ونصه عن الطبري
بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد الله عثمان أمير المؤمنين سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو

أما بعد فإني أذكركم بالله عز وجل الذي أنعم علينا وعليم بالإسلام وهداكم من الضلالة وأنقذكم من الكفر وأراكم البينات وأوسع عليكم من الرزق ونصركم على العدو وأسبغ عليكم نعمته فإن الله عز وجل يقول وقوله حق وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار [ إبراهيم 34 ] وقال عز وجل يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون102 واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون103ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون104ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم105 [ آل عمران 102 ـ 105 ]

وقال عز وجل وقوله الحق واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ سمعنا وأطعنا [ المائدة 7 ]

وقال وقوله الحق يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فبتينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين6واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينة في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون7فضلاً من الله ونعمة والله عليم حكيم8 [ الحجرات 6 ـ 8 ]

وقال عز وجل إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب إليم [ آل عمران 77 ]

وقال وقوله الحق فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرًا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون [ التغابن 16 ]

وقال وقوله الحق ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون 91 ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون 92 ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون 93 ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم 94 ولا تشتروا بعهد الله ثمنًا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون 95 ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون [ النحل 91 ـ 96 ]

وقال وقوله الحق أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا [ النساء 59 ]

وقال وقوله الحق وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون [ النور 55 ]

وقال وقوله الحق إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرًا عظيما [ الفتح 10]

أما بعد فإن الله عز وجل رضي لكم السمع والطاعة والجماعة وحذركم المعصية والفرقة والاختلاف ونبأكم ما قد فعله الذين من قبلكم وتقدم إليكم فيه ليكون له الحجة عليكم إن عصيتموه فاقبلوا نصيحة الله عز وجل واحذروا عذابه فإنكم لن تجدوا أمة هلكت إلا من بعد أن تختلف إلا أن يكون لها رأس يجمعها ومتى ما تفعلوا ذلك لا تقيموا الصلاة جميعا وسلط عليكم عدوكم ويستحل بعضكم حرم بعض ومتى يفعل ذلك لا يقم لله سبحانه وتعالى دين وتكونوا شيعًا وقد قال الله عز وجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون [ الأنعام 159]

وإني أوصيكم بما أوصاكم الله وأحذركم عذابه فإن شعيبًا صلى الله عليه وسلم قال لقومه ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد 89 واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود [هود 89 90]

أما بعد فإن أقوامًا ممن كان يقول في هذا الحديث أظهروا للناس أنما يدعون إلى كتاب الله عز وجل والحق ولا يريدون الدنيا ولا منازعة فيها فلما عرض عليهم الحق إذا الناس في ذلك شتى؛ منهم آخذ للحق ونازع عنه حتى يعطاه ومنهم تارك للحق ونازل عنه في الأمر يريد أن يبتزه بغير الحق طال عليهم عمري وراث عليهم أملهم الإمرة فاستعجلوا القدر وقد كتبوا إليكم أن قد رجعوا بالذي أعطيتهم ولا أعلم أني تركت من الذي عاهدتهم عليه شيئًا كانوا زعموا أنهم يطلبون الحدود فقلت أقيموها على من علمتم أنه تعداها أقيموها على من ظلمكم من قريب أو بعيد قالوا كتاب الله يتلي فقلت فليتله من تلاه غير غال فيه بغير ما أنزل الله في الكتاب وقالوا المحروم يرزق المال يوفى ليستن في السنة الحسنة ولا يعتدي في الخمس ولا في الصدقة ويؤمر ذو القوة والأمانة وترد مظالم الناس إلى أهلها فرضيت بذلك واصطبرت له وجئت نسوة النبي صلى الله عليه وسلم وآله حتى كلمتهن فقلت ما تأمرنني؟ فقلن تؤمر عمرو بن العاص وعبد الله بن قيس وتدع معاوية فإنما أمّره أمير قبلك فإنه مصلح لأرضه راض به جنده واردد عمرًا فإن جنده راضون به وأمر فليصلح أرضه فكل ذلك فعلت وإنه اعتدى عليّ بعد ذلك وعُدى على الحق

كتبت إليكم وأصحابي الذين زعموا في الأمر واستعجلوا القدر ومنعوا مني الصلاة وحالوا بيني وبين المسجد وابتزوا ما قدروا عليه بالمدينة كتبت إليكم كتابي هذا وهم يخبرونني بين ثلاث إما يقيدونني بكل رجل أصبته خطأ أو صوابًا غير متروك منه شيئًا وإما أعتزل الأمر فيؤمرون آخر غيري وإما يرسلون إلى من أطاعهم من الأجناد وأهل المدينة فيتبرؤون من الذي جعل الله سبحانه وتعالى لي عليهم من السمع والطاعة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://educ-dz.hateam.com
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 1220
تاريخ التسجيل : 28/10/2014

 بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص     بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص  I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 09, 2014 12:51 pm

بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص

فقلت لهم أما أن أتبرأ من الإمارة فإن يكبِّلوني أحب إلى من أن أتبرأ من عمل الله عز وجل وخلافته وأما قولهم يرسلون إلى الأجناد وأهل المدينة يتبرؤون من طاعتي فلست عليهم بوكيل ولم أكن استكرهتهم من قبل على السمع والطاعة ولكن أتوا طائعين يبتغون مرضاة الله عز وجل وإصلاح ذات البين ومن يكن منكم إنما يبتغي الدنيا فليس بنائل منها إلا ما كتب الله عز وجل له ومن يكن إنما يرد وجه الله والدار الآخرة وصلاح الأمة وابتغاء مرضاة الله عز وجل والسنة الحسنة التي استن بها رسول الله صلى الله عليه وسلم والخليفتان من بعده رضي الله عنهما؛ فإنما يجزي بذلكم الله وليس بيدي جزاؤكم ولو أعطيتكم الدنيا كلها لم يكن في ذلك ثمن لدينكم ولم يغن عنكم شيئًا

فاتقوا الله واحتسبوا ما عنده فمن يرضى بالنكث منكم فإني لا أرضاه له ولا يرضى الله سبحانه وتعالى أن تنكثوا عهده وأما الذي يخبرونني فإنما كله النزع والتأمير فملكت نفسي ونظرت حكم الله وتغيير النعمة من الله سبحانه وكرهت سنة السوء وشقاق الأمة وسفك الدماء فإني أنشدكم الله والإسلام ألا تأخذوا إلا الحق وتعطوه مني وترك البغي على أهله وخذوا بيننا بالعدل كما أمركم الله عز وجل فإني أنشدكم الله سبحانه الذي جعل عليكم العدل والمؤازرة في أمر الله سبحانه قال وقوله الحق وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا [الإسراء 34] فإن هذه معذرة إلى ربكم ولعلكم تذكرون

أما بعد فإني لا أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم وإن عاقبت أقوامًا فما أبتغي بذلك إلا الخير وإني أتوب إلى الله عز وجل من كل ما عملته وأستغفره إنه لا يغفر الذنوب إلا هو إن رحمة ربي وسعت كل شيء إنه لا يقنط من رحمة الله إلا القوم الضالون وإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون وأنا أسأل الله عز وجل أن يغفر لي وأن يؤلف قلوب هذه الأمة على الخير ويكره إليها الفسق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها المؤمنون

فقرأه عليهم ابن عباس يوم التروية



أما الثوار فمنعوا الناس عن مخالطة عثمان ومكالمته ولما خافوا أن يطول عليهم الأمر فتأتيهم جنود الأمصار قصدوا الباب فقاتلهم جمع من أولاد الصحابة ولكن أني يعملون وقد جاءهم ما لا قبل لهم به؟ وأشار عثمان على من قاتل أن يكف وهو في حل من نصرته فأحرق الثوار الباب ودخلوا عليه وهو يقرأ القرآن فلم يشغله ما رأى عن تلاوته ثم قال لمن عنده بالدار إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عهد إلى عهدًا فأنا صابر عليه ولم يحرقوا الباب إلا وهم يريدون أعظم منه وأمرهم بالانصراف ثم قال للحسن بن علي إن أباك لفي شغل عظيم من أمرك فأقسمت عليك لما خرجت إليه فلم يسمعوا قوله وقاتلوا دونه ولكن أني لهم ذلك وهم قلة والعدو كثير؟ فقتل بعضهم وجرح بعض ونجا آخرون

ثم تسور بعض الثوار دار بني حزم المجاورة لدار عثمان ودخلوا عليه فقال قائل اخلعها ندعك فقال عثمان ويحك والله ما كشفت امرأة في جاهلية ولا إسلام ولا تغنيت ولا تمنيت ولا وضعت يميني على عورتي منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولست خالعًا قميصًا كسانيه الله حتى يكرم الله أهل السعادة ويهين أهل الشقاوة فخرج الرجل ولم يصنع شيئًا ثم جاء آخر فقال له كما قال للأول فرجع

فجاءهم عبد الله بن سلام وقال لهم يا قوم لا تسلوا سيف الله فيكم فوالله إن سللتموه لا تغمدوه ويلكم إن سلطانكم اليوم يقوِّم بالدرة فإن قتلتموه لا يقوِّم إلا بالسيف ويلكم إن مدينتكم محفوفة بالملائكة فإن قتلتموه لتتركنها فشتموه

ثم دخل على عثمان اللذين كتب عليه الشقاوة فقتلوا هذه النفس الزكية ظلمًا وعدوانًا ي الشهر الحرام والبلد الحرام لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وهذا هو التاريخ المشؤوم الذي كان فيه فتح الشر والشقاق بين المسلمين وكان عمره اثنتين وثمانين سنة

وهذا أمر خولف فيه الشرع جهارًا في عاصمة الخلافة الإسلامية ومهبط الوحي النبوي شقوا عصا طاعة الإمام الذي انتخب انتخابًا شرعيًا وأقر عليه أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين عهد إليهم بذلك عمر بن الخطاب ولم يكن ثم ما يوجب الخروج عليه إذ لا يوجبه إلا الكفر البواح كما هو نص حديث عبادة بن الصامت المتقدم ولم يقل بذلك أحد منهم في حق عثمان ولا حكم به قاض مستندًا إلى كتاب أو سنة وكل ما نقموه عليه أمور لا حرج على الإمام في فعلها منها

تولية أقاربه وليس في هذا أدنى عيب لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولى عليا وهو ابن عمه وإذا كانت تولية القريب عيبًا لنهى عنها عليه الصلاة والسلام ولم يفعلها ومع كل ذلك فالإسلام سوى بين الناس لا قريب عنه ولا بعيد فالأمر موكول لرأي الإمام الذي ألقيت إليه مقاليد الأمة فإن ولى من حاد عن الدين شكونا إليه فإن لم يقبل صبرنا كما أمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن شقا عصا الجماعة من مصائب الأمم التي تسرع إليها بالخراب وليس في الشرع مبيح خلع الإمام إلا كفره الصراح

ومما نقموه على عثمان إخراجه أبا ذر إلى الربذة وقد قدمنا لك سبب إخراجه لأن مذهبه الذي كان يدعو إليه ليس مقبولا ويمكن أن يحدث منه قيام الفقراء ضد الأغنياء فيحدث ما لا يحمد

ومن ذلك زيادة النداء الثالث على الزوراء يوم الجمعة وهذا إنما فعله لكثرة المسلمين وانتشارهم في أنحاء المدينة مما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

ومن ذلك إتمامه الصلاة في منى وعرفة وكان الأمر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخليفتين من بعد على القصر ولما سأله عبد الرحمن بن عوف عن ذلك أبدى سببًا واضحًا فقال بلغني أن بعض حجاج اليمن والجفاة جعل صلاة المقيم ركعتين من أجل صلاتي وقد اتخذت بمكة أهلاً ولى بالطائف مال وهو عذر له رضي الله عنه وإن لم يقبله عبد الرحمن

ومن ذلك سقوط خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من يده في بئر أريس وعدم لقيه

ومن ذلك تنازل لمروان بن الحكم عن ثمن خمس مغانم أفريقية ولم يمنع الشرع الإمام أن ينفل من شاء من المسلمين ما لم ينفل غيره فقد روى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله قد كان ينفل بعض من يبعث من السرايا لأنفسهم خاصة سوى قسم عامة الجيش وكان عليه الصلاة والسلام يسهم أحيانًا لبعض من لم يحضر الغزوة كما أسهم لبعض المتخلفين عن بدر ولمن قدموا عليه يوم خيبر من مهاجرة الحبشة والدوسيين

فإذا نظرت رعاك الله لهذه الأمور التي نقموها على عثمان رضي الله عنه لم تر منها شيئًا يشينه ولم يخرج في شيء منها عن حدود الشرع ولكن أولئك قوم بطروا فطلبوا لأنفسهم ما ليس لهم فحق عليهم العذاب قال تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب [ الأنفال 25 ]

وقد عاقب سبحانه فأبلغ العقوبة نسأله سبحانه أن يرفع عنا مقته وغضبه ويوفقنا لما فيه رضاه بمنه وكرمه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://educ-dz.hateam.com
chouchou45

chouchou45


عدد المساهمات : 734
تاريخ التسجيل : 01/11/2014

 بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص     بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص  I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 09, 2014 5:39 pm

بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البروفيسور

البروفيسور


عدد المساهمات : 297
تاريخ التسجيل : 04/11/2014

 بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص     بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص  I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 11, 2014 11:29 am

بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بحث حول حياة عثمان بن عفان بن أبي العاص
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الطالب الجزائري - بكالوريا bac 2015 - شهادة التعليم المتوسط bem 2015  :: الاقسام العامة :: ركن البحوث التربوية-
انتقل الى: